قف بالخواء وحيِّ المنزلَ الخالـي
وعانِق الوهمَ في قفـرٍ وأطـلالِ
وناجِ رسما بها ضاعـت معالمـهُ
بدمعِ قلبٍ على الخدَّينِ هطّـالِ
وَدَع حروفكَ إن الخوفَ آسِرُها
ما بينَ ليـلٍ وأوهـامٍ وأغـلالِ
حاشا لشوقي إليهـا أن تُمثِّلَـهُ
وأن تُشبِّـهَ أحـوالاً بأحوالـي
كأنَّ ما فيه من ذكرى تَقاذَفُهـا
ريحٌ عَصوفٌ، فلا تَبقَى على حالِ
هناك أطيافُ أيامٍ خلَتْ، وهُنـا
بقيـةٌ مـن خيـالاتٍ وآمـالِ
فمن تناجي ومن تنسى وأكثر ما
تُصفي الوفاءَ جمادٌ غيرُ ذي بـالِ
أمشي حوالَي همومي لا أُفارِقُهـا
كأنمـا قُطِّعَـتْ منهُـنَّ أسمالـي
والوهمُ ينزفُ من بين الأناملِ إن
حضَنْتُ طيفا، ولفظي غيرُ سيّالِ
يا أيُّها الأثـرُ المحتـومُ موقفُـهُ
أنا الغريبُ وهذا الحزنُ سربالـي
وذا الزمانُ إذا أنسـى يذكّرنـي
أنِّي إلى منتهـى الآلامِ ترحالـي
لا خلَّ يصحبُني.. لا نجمَ يُرشدُني
لا شِعْرَ يخلفُني في الصَّحبِ والآلِ
كم من خواطر حارت بتُّ أسألُها
عن غايَتي، وهي عن نجوايَ سؤُّالي
فأغزلُ الشعـرَ ثوبـا لا أُفارقـهُ
وليس يعرفُ غيرَ الشعرِ أمثالـي